کد مطلب:168116 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:176

الامام الحسین یتفقد التلاع و الروابی
(وخرج (ع) فی جوف اللیل إلی خارج الخیام یتفقّد التلاع والعقبات، فتبعه نافع بن هلال الجملی، فسأله الحسین عمّا أخرجه.

قال: یا ابن رسول اللّه! أفزعنی خروجك إلی جهة معسكر هذا الطاغی!

فقال الحسین (ع): إنّی خرجت أتفقّد التلاع والروابی مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الخیل یوم تحملون ویحملون!

ثمّ رجع (ع) وهو قابض علی ید نافع ویقول: هی هی واللّه! وعدٌ لاخُلف فیه!

ثمّ قال له: ألاتسلك بین هذین الجبلین فی جوف اللیل وتنجو بنفسك؟

فوقع نافع علی قدمیه یُقبّلها ویقول: ثكلتنی أمّیّ! إنّ سیفی بألف وفرسی مثله، فواللّه الذی منَّ بك علیَّ لا فارقتك حتّی یكلاّعن فری وجری!

ثمّ دخل الحسین خیمة زینب، ووقف نافع بإزاء الخیمة ینتظره،فسمع زینب تقول له: هل استعلمت من أصحابك نیّاتهم؟ فإنّی أخشی أن یُسلموك عند الوثبة!

فقال لها: واللّه لقد بلوتهم فما وجدت فیهم إلاّ الاشوس الاقعس [1] یستأنسون بالمنیّة دونی استیناس الطفل إلی محالب أمّه.

قال نافع: فلمّا سمعت هذا منه بكیت، وأتیتُ حبیب بن مظاهر وحكیت ما سمعت منه ومن أخته زینب.

قال حبیب: واللّه، لولاانتظار أمره لعاجلتهم بسیفی هذه اللیلة!

قلت: إنّی خلّفته عند أُخته، وأظنُّ النساء أفقن وشاركنها فی الحسرة! فهل لك


أن تجمع أصحابك وتواجه وهنّ بكلام یطیّب قلوبهن!

فقام حبیب ونادی: یا أصحاب الحمیّة ولیوث الكریهة!

فتطالعوا من مضاربهم كالاُسود الضاریة!فقال لبنی هاشم: إرجعوا إلی مقرّكم لاسهرت عیونكم! ثمّ التفت إلی أصحابه وحكی لهم ما شاهده وسمعه نافع.

فقالوا بأجمعهم: واللّه الذی منَّ علینا بهذا الموقف، لولا انتظارأمره لعاجلناهم بسیوفنا الساعة! فطب نفساً وقُرَّ عیناً!

فجزّاهم خیراً، وقال: هلمّوا معی لنواجه النسوة ونطیّب خاطرهن.

فجاء حبیب ومعه أصحابه وصاح: یا معشر حرائررسول اللّه! هذه صوارم فتیانكم آلوا ألاّ یغمدوها إلاّ فی رقاب من یرید السوء فیكم! وهذه أسنّة غلمانكم أقسموا ألاّ یركزوها إلاّ فی صدور من یفرّق نادیكم!

فخرجن النساء إلیهم ببكاء وعویل وقلن: أیّها الطیّبون! حامواعن بنات رسول اللّه وحرائر أمیرالمؤمنین!

فضجّ القوم بالبكاء حتّی كأنّ الارض تمید بهم.). [2] .


[1] الاشوس: ذو النخوة، الابيّ، الجريء علي القتال، الشديد.

الاقعس: الثابت العزيز المنيع. (لسان العرب: 6، مادة: شوس وقعس).

[2] مقتل الحسين (ع) للسيّد المقرّم: 218 -219 عن كتاب الدمعة الساكبة: 325، ولعلّ السيّد المقرّم قد لخّص ما في المصدرتلخيصاً رفع به الاضطراب وضعف العبارة عنه، وفي المصدر ورد إسم (هلال بن نافع) بدلاً من (نافع بن هلال) بن نافع وهو اشتباه مخالف للمضبوط الصحيح الموافق لزيارة الناحية المقدّسة ولتاريخ الطبري،والكامل في التاريخ والارشاد.